الحروب التجارية: كيف هز ترامب الأسواق مرة أخرى

يبدأ الأسبوع المالي بأصوات عالية ومزعجة من "سيمفونية الحرب التجارية" التي يعزفها دونالد ترامب. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، وقع ترامب على أمر تنفيذي يفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، فضلاً عن تعريفة جمركية بنسبة 10% على السلع من الصين، إلى جانب تعريفة جمركية مخفضة بنسبة 10% على صادرات الطاقة من كندا. وتمثل هذه الدول الثلاث أكثر من 40% من إجمالي واردات الولايات المتحدة، وهو ما يعادل حجم أعمال سنوي يزيد على تريليون ونصف تريليون دولار.

وقد أدت هذه الخطوة إلى انخفاض العملات المشفرة، وانخفاض العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وانخفاض أسعار المعادن، فضلاً عن ضعف الدولار الكندي والبيزو المكسيكي مقابل الدولار ــ حيث افتتحت جميع الأصول الخطرة تقريباً بفجوات سعرية قوية ــ وهو ما يمثل انخفاضاً في ليلة الاثنين. وفي الوقت نفسه، ترتفع أسعار الغاز والنفط وسط موسم التدفئة.

الآن تبنت السوق موقف الانتظار والترقب، وتريد أن ترى مدى السرعة وبأي حجم سيستمر "سباق التعريفات الجمركية". إذا قرر ترامب إلغاء بعض التعريفات التجارية أو تأجيل تطبيقها حتى اكتمال المفاوضات، فقد يتسبب هذا في تراجع سعر صرف الدولار.

ما الذي نتوقعه هذا الأسبوع؟ نظرًا لأن هذا هو أول جمعة من الشهر، فنحن ننتظر التقارير التقليدية عن سوق العمل الأمريكية - بيانات غير زراعية أمريكية، بالإضافة إلى مؤشرات ISM وتقرير JOLTs. ومع ذلك، لن تكون هذه البيانات ذات صلة إلا إذا خفف ترامب موقفه بشأن التعريفات التجارية؛ وإلا فإن التعريفات الجمركية الجديدة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب الاستهلاكي وفقدان الوظائف والركود.

إذا ظل كل شيء كما هو، فقد تؤدي أي ردود فعل قصيرة الأجل إلى استخدام الارتداد في نمو "المخاطر" لزيادة مبيعاتهم اللاحقة وعمليات الشراء الجديدة للدولار الدفاعي.